Back to home

المحكمة الجنائية الدولية

رسالة الرئيس

المندوبين الأعزاء،

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين. أتمنى أن تقرأوا هذه الرسالة وأنتم بصحة جيدة، ويشرفني مشاركتكم معنا في لجنة المحكمة الجنائية الدولية باللغة العربية. هذه اللجنة ليست مجرد محكمة فقط، بل إنها غرفة يُزهق فيها الباطل ويظهر فيها الحق. فنحن، كلجنة رئاسة، علينا أن نحكم بإنصاف وعدل، وعليكم كمندوبين أن تعملوا بإخلاص ومصداقية. نحن نناصر المستضعفين قليلي الحيلة، فحقهم بأيدينا. أنتم لا تمثلون أنفسكم فقط، بل تمثلون كل فرد تأثر بسبب الجرائم التي يُتَّهم بها الشخص المحاكم.

المحكمة الجنائية الدولية العريقة، المُؤسَّسة كلياً عام 2002، شهدت الكثير من الأحداث؛ منها المذنب والبريء، القاتل والمظلوم. تضم هذه المحكمة ثلاثة فرق: فريق ادعاء عام، فريق دفاع، وهيئة محلفين. على الفرق الثلاثة العمل بجد وبمصداقية لتقديم أدلة تثبت براءة أو ذنب المتهم. ندخل قاعة المحكمة بروح بيضاء طاهرة، تتطلع إلى العدالة والمنافسة بأخلاق عالية.

واجبي أنا وباقي أعضاء لجنة الرئاسة هو إرشادكم وتوجيهكم نحو الطريق الصحيح. أخاطبكم اليوم وكأنني أرى نفسي جالسًا وسطكم حائرًا؛ فلم أصل إلى ما أنا عليه من فراغ. مثلكم، شاركت كمندوب، وعملت، وثابرت، حتى رُزقت هذا المنصب. أشعر بكم، وأود أن أبشّركم بأنني جاهز لأي طلب، وأنا أول من يمد لكم يد العون. لست رئيسًا فحسب، أنا عبدالغفار، لا فرق بيني وبينكم. أنا بخدمتكم كصديق، وجليس، وزميل، وأخ. فلا تترددوا إن احتجتم إلى أي شيء.

الأخطاء والمغالطات أمر طبيعي ووارد، وبإذن الله لن أقصّر معكم في تصحيحها. ستواجهون تحديات وصعوبات خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ولكن بروح شجاعة ستتمكنون من تجاوزها. ففي نهاية المطاف، كلنا بشر بفرص وقدرات متكافئة، ولكن العزيمة والإصرار يميزان مندوبًا عن آخر. فأوصيكم بالعمل الجاد المستمر، حتى وإن واجهتم صعوبات أو تحديات.

أتمنى أن نجعل تجربتنا سلسة وممتعة، وأن لا نضطر إلى التطرق إلى أمور لا ترضينا كلجنة رئاسة، ولا ترضيكم كمندوبين. خلال هذه الأيام الثلاثة، سنكوّن علاقات ونكتسب المعرفة. إنها فرصة يجب أن ننتهزها جميعًا لنجعلها تجربة لا تُنسى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق،
عبدالغفار فريحات
رئيس المحكمة الجنائية الدولية

ملف القضية دليل المحكمة